هل أخطأ مصيلحي؟

جماهير الكرة في الإسكندريه تعيش جميعها في قلق منذ سنين، فالعاصمة الثانية لمصر لم يعد لها في الدوري الممتاز غير فريق واحد وهو الإتحاد السكندري ومن عام لآخر يظهر الكروم أو الأوليمبي وأخيرا سموحة. فالجماهير جميعها خائفة أن يأتي اليوم الذى لا تمثل فيه الإسكندرية فى الدورى الممتاز، وربما منظومة الكرة حاليا تعمل بذلك.

والأسبوع الماضي قدم محمد مصيلحي رئيس نادي الإتحاد السكندري استقالة مسببة من رئاسة الإتحاد، لن نخوض في شرعيتها أو قبولها من عدم قبولها، لأن هذا لا يعنى الجماهير في شئ ولكن مايعنينا هو ماذا بعد؟ هل قدم مصيلحي الاستقالة هروبا من زيادة احتمالات هبوط نادي الإتحاد إلى دورى المظاليم؟ بالطبع لا، فقد تولى المسئولية في ظروف أصعب من هذه الظروف، وتحمل الكثير وأنفق الكثير، وأضاع الأكثر من وقته وجهده، وفي كل مرة كان يوفق ومعه زملائه في إنقاذ سفينة نادي الإتحاد من الغرق، والعبور بها إلى بر الأمان. هل استقال مصيلحي لأن كرسى الإتحاد كان وسيلة يصل بها إلى كرسى عضوية مجلس الشعب؟ أيضا بالطبع لا. مصيلحي عضو في مجلس الشعب منذ 2005، أي منذ كان نائبا للدكتور كمال شلبي، فلو كان طموحه هو كرسي المجلس، لما تقدم لانتخابات نادي الإتحاد في 2008 وخاض مباراة تنافسية مع عفت السادات، وفاز بها بإكتساح هو وقائمته كاملة، مما يدل على ثقة الجمعية العمومية للنادي فيه.

هل قدم مصيلحي استقالته لرفضه أفعال وأقوال شرذمة سيئة من الجماهير طالما نصحناه جميعآ أن يبترها ولكنه أصر على تربيتها؟ وللأسف هذه الطفيليات لا يصح معها غير البتر، ولعله تعلم الدرس، وإذا كان له عودة، يجب القضاء على كل هؤلاء المنتفعين الحريصين على التواجد لكي يكتسبوا سب فلان أو مدح علان. ليست هذه الفئة تمثل كرة القدم، من هو حريص على نادي الإتحاد فليتقدم ويساهم بماله أو جهده أو تشجيعه .

أنا مع الخوف على نادي الاتحاد، هناك أخطاء ولكنها موجودة في جميع الأندية، ربما تختلف الأخطاء من نادي لآخر ولكنها موجودة، وما علينا إلا تلافيها والعمل على تصويبها، لا ينكر أحد أن إحدى أخطاء نادي الإتحاد برئاسه مصيلحي هى فردية القرارات في أحيان كثيرة، ربما يكون الدافع هو ضرورة سرعة القرار وحب مصلحة النادي، ولكن القرار الفردي يأتي من وجهة نظر صاحبه فقط، وهذا خطأ، فما خاب من استشار .

عودة مصيلحي من عدمها ليست هدفي في هذا المقال، ولكن هدفي هو الوصول إلى أسباب هذه الإستقالة التى يعتبرها البعض مفاجأة ويعتبر آخرون أنها مخطط لها، ولم يكن باقى فيها غير إختيار التوقيت، وجاءت الهزيمة من نادي سموحة فخطت التاريخ.

مصيلحي حزين لم يكن يتوقع أن يلاقى بعد كل ما فعله من أجل نادي الإتحاد بهذا الجحود وبهذه الهتافات الخارجة التى لم يكن يتوقعها، وأنا هنا أقف قليلا، فالجحود هو سمة العصر، والخروج عن النص هو الأسلوب المتبع من معظم المصريين الآن، ماذا كان ينتظر مصيلحي من الجماهير بعد هذه الهزيمة الثقيلة.

الجماهير نوعان، نوع يريد أن يقال عليه أنه جمهور لأسباب في نفس كل شخص ، وجمهور حقيقى يحب الفانلة الخضراء ويذرف الدموع على هزيمته، ولكنه لا يمكن أن يخرج عن النص.

رأيى أن مصيلحي قد أخطأ حين قدم إستقالته والإتحاد في منتصف الطريق، لأنه حين تقدم لإنتخابات 2008 كان يعلم الصغيرة قبل الكبيرة في نادي الإتحاد ويعرف أيضا الصغير قبل الكبير، وربما أنك عليم بكل شئ يجب عليك أن تكمل عطائك حتى نهاية دورتك في 2012، ولك مطلق الحرية بعد ذلك في أن ترشح نفسك أو تكتفي ب16 عاما في خدمة الأخضر. أنت تعلم قواعد اللعبة وتعلم أن فيها خروج كثير عن النص. ماحدث وارد وحدث لمن سبقوك وسوف يحدث لمن بعدك ، طالما اختفت الأخلاق ، واختفت المبادئ، وليس هناك قانون رادع يوقف هؤلاء الخارجين عن النص.

مصيلحي ما عليك إلا أن ترجع لأنك أخطأت بالإستقالة .

كم أخطأت عندما رشحت نفسك في رئاسة النادي وأيضا رشحت نفسك في مجلس الشعب، فالعمل العام يا صديقي الأن أصبح محرقة لمن يعمل فيه، ومن ارتضى به لا يلومن إلا نفسه وليس الهروب هو الحل. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *