كتبت من قبل عن كارثة القرار رقم ٢١ لسنة ٢٠١٨ الصادر من الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية الذي يعطي الضوء الأخضر للمستشفيات والمراكز الطبية بتخزين الأدوية والمستحضرات العلاجية بدون وجود صيدلي أو صيدلية داخلية، نددنا ورفضنا ووضحنا عواقب الأمر ثم ماذا؟ لم تتحرك وزارة الصحة خطوة واحدة، كنت أتمنى لو خرج متحدث من وزارة الصحة حتى ليعلن أننا فهمنا خطأ ومخاوفنا في غير محلها!
لكن يبدو أن استفزاز صيادلة مصر مقصود وتجاهلهم متعمد واستصدار القرارات الغير مدروسة التي تضر بمصالحهم ومصالح المرضى ليس مجرد حدث عارض وإنما هي استراتيجية ونهج. هناك اتجاه واضح لتحجيم دور الصيدلي في منظومة الصحة وتحديد أدواره وصلاحياته.
مجتمع صيادلة مصر يعيش الآن في اسوأ حالاته من تفكك وفوضى ومعاناة من بلطجة واحتكار للمناصب ومعاداة للقانون وتشويه لسمعة الصيادلة وصورتهم، هذا هو الوقت المناسب لاستصدار القرارات والقوانين ضد مصلحة الصيدلي، لا أنسب من هكذا وقت فليس للصيادلة صوت وقياداتهم مشغولة بوضع الغراء على كراسي المناصب حتى لا تفلت منهم حتى لو تحولت إلى مناصب وهمية لا تضر ولا تنفع ولا تجلب مكاسب ولا تحمي حقوق فهم ليسوا بتاركيها أبدًا، المهنة أصبحت يتيمة وتولى أمرها كل فاسد ومنتفع.
لقد سئمت من مخاطبة الجهات الحكومية التي تصم آذانها عن شكاوى الصيادلة وأخاطب الآن زملائي، أيها الزملاء لقد أثبتت الأحداث والوقائع أن القوة والقوة فقط هي القادرة على إيقاف القرارات المجحفة ضد الصيادلة وحماية حقوقهم العادلة. إننا نتعرض لموجة غير مسبوقة من العداء والتجاهل في آن واحد، إن لم نتكاتف سويًا في أقرب وقت ونشكل جبهة من أنفسنا تحمي مصالحنا وتجلب حقوقنا فلا نلومن إلا أنفسنا.
أنا لا أعول كثيرًا على دور النقابة في الوقت الحالي فالنقابة مريضة بفيروس انتهازي وضيع من النوع الذي يستغل قصور المناعة ويهاجم الجسد، لكني أعول على قدرة الصيادلة على لملمة شتات أنفسهم وصناعة جبهة موحدة تنقذ المهنة من الانحطاط والضياع. الأمر لم يعد رفاهية والمعادلة أصبحت واضحة: بدون وجود قوي للصيادلة أمام الجهات الرسمية فإننا سنخسر كل معاركنا!
ويجب على وزارة الصحة ومسئوليها أن يمعنوا التفكير في قراراتهم ويدركوا أننا كمصريين قد نسامح في كل شيء إلا في “أكل العيش”، هذة ثقافتنا على اختلاف أعمالنا ومهننا، استصدار قرارات تضر بالصيادلة بشكل مباشر وتؤثر على “أكل عيشهم” هو خط أحمر قاتم من يتخطاه فقد ناصبنا العداء وناصبناه ولا يلومن إلا نفسه، لن نفاوض على قرار ظالم مهما حاولوا تجميله، بوضوح وبدون مواربة المطلوب هو إلغاء القرار كليًا وإلغاء كل تبعاته بأثر رجعي، وإذا اعتقدتم أن الصيادلة الآن في وضع ضعف فاعلموا أن هذا أمر عارض ومؤقت، وحدة صف صيادلة مصر ستحدث عاجلًا غير آجل وحينها لكل حادث حديث.
كرم كردي
الثلاثاء – ٢٥ ديسمبر – ٢٠١٨
كوني لسه طالب في السنه الاخيرة في إحدى الجامعات الخاصة، كنت فقدت الامل في المهنه تماماً، وكنت شغال علي مشروع ورقة بحثية بتتضمن مشروع تخرجي من الكلية عن ال immune vaccination against cancer، كنت قررت اولا واخيرا اني هستغل الفكرة واقدم الورقة في اي جامعة خارجيه واسافر، فقدت الامل في البلد و المهنه تماماً، لكن شايف في حضرتك بصيص امل لسه، اتمني من الله حضرتك تكون اد المسئوليه وتقدر ترجع حق الصيادلة المنهوب وترجع مكانتنا اللي ضاعت وسط المهن الطبية، واتمني من الله ان حضرتك تلتفت للملفات والقضايا الأساسية اللي بتأثر بشكل مباشر علي مستقبل المهنه