تحاول تفهم تدوخ

هذه الجملة تناقلت عن الوزير الأول للجمهورية التونسية أثناء رئاسة الرئيس بورقيبة للبلاد. فقد طلب الرئيس من وزيره الأول تقريرا عن الأحوال فى ليبيا وكيفية الاندماج مع الحكومة الليبية، حيث إن العقيد القذافى كان يطلب أن تُقام وحدة بين ليبيا وتونس، خاصة أن الخلاف كان وصل مداه بين حكومتى ليبيا ومصر. وبعد فترة قدم الوزير الأول تقريره إلى الرئيس بورقيبة وكانت به جملة واحدة وهى (تحاول تفهم تدوخ).

وهو يعنى أن الأمور فى ليبيا سمك.. لبن.. تمر هندى، وأن كل شىء ممكن وكل شىء غير ممكن، وما يُرفض اليوم يُوافق عليه غداً، والعملية كلها مراجيح، وحاجة تِدوخ الكتكوت. وبناء على هذا التقرير المُفصل لم تتم الوحدة وفضّل الرئيس بورقيبة الابتعاد بدولته عن الدخول فى مجهول مع ليبيا. بصرف النظر عن حقيقة هذه الرواية من عدمها.

ما يحدث عندنا الآن فى الرياضة وكرة القدم هو قريب من ذلك. قانون الرياضة الذى لم يمر عليه غير عام واحد أصبح معظم بنوده مطلوبا تغييرها لأن بها عوارا والوزارة نفسها تطلب التغيير والبرلمان يتدخل فى محاولة لضبط الإيقاع واللجنة الأوليمبية تدافع عن حقوقها فى المحافظة على مكتسباتها والأندية تريد أن تفعل ما تريد والاتحادات كل واحد مِدورها على كيفه «يعنى دوخينى يا ليمونة»، وهوب نِسمع إن فى سوبر بين بطلى الدورى وبطلى الكأس المصرى والسعودى، وبطل الدورى المصرى يعتذر والدنيا تقوم ما تقعدش وناس تزعل وتدبدب برجليها على الأرض وناس تستغل الظروف.

وفجأة يلعب بطل الدورى ضد بطل الكأس. وتتقرر مباراة بين بطلى الكأس، ومن غير سبب نجد بطل الدورى يرجع فى كلامه ويقولك أنا عايز ألعب، ما إحنا قُلنا إلعب قُلت مش فاضى، دلوقتى جاى تقول ألعب، وطبعا بطل الكأس طِلع يقول ده حقى فى السوبر لأنه سوبر بطلى الكأس، ودقى يا مزيكا واتحاد الكرة حائر عايز يرضى الناس ويوافق للكل ويسمع الكلام وكله ماشى، لأنه مش عايز يكون السبب فى توتر أى علاقات، ولازم تمشى على الحبل.

حد فاهم حاجة، أنا حتى مش فاهم ما كتبته، كله سمك.. لبن.. تمر هندى، وتحاول تفهم تدوخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *